الــــزنــــــــــا (الجزء التاني)

توقفنا فى المره السابقه يا اخواني عند جزاء الزاني فى الدنيا ان ثبت عليه الزنا

سنستعرض الآن حد الزنا:

جاء تحريم الزنا وجزاؤه فى القرآن تدريجيا كما كان حد شارب الخمر

اولا: التعنيف والتوبيخ. قال تعالى: والذان يأتينها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما.)

ثانيا: وبعد ذلك تدرج الحكم الى الحبس فى البيوت (قال تعالى: والاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعه منكم فان شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا)

ثالثا: جاء حد الزنا النهائي وهو الرجم للثيب والجلد مائة جلده والنفي للبكر( ويقال ان هذا كان واردا فى القرآن ولكنه نسخ لحكمه لا يعلمها الا الله)

ولكنه حكم ثابت لا خلاف عليه فى السنه النبويه الشريفه ونرى منها بعضا هنا:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذوا عنى خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا: البكر بالبكر مائة جلده ونفي سنه ,والثيب بالثيب جلد مائة والرجم) رواه مسلم وابو داوود والترمذي.

وطبعا فى شواهد كثيره جدا من سنة رسول الله وعنه صحابته فى هذا الامر وسنذكر منها بعضها.

ولكن الان نتحدث اخوتى فى الله عن ما هو الزنا او بمعنى آخر ما هو الزنا الموجب للحد ؟

هو الاتصال الجنسي الغير مشروع . ويقر بولوج الذكر فى فرج محرم ولو لم يحدث انزال.

فانه عن بن مسعود قال: جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : انى عالجت امرأه من أقصى المدينه فاصبت منها,دون أن امسها, فأنا هذا, فأقم علي ما شئت ,فقال عمر: سترك الله لو سترت نفسك, فلم يرد النبى شيئا,

فانطلق الرجل, فاتبعه النبي رجلا فدعاه فتلا عليه: وأقم الصلاه طرفي النهار وزلفا من الليل وإن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) هود ايه:114.

فقاله له رجل من القوم: اله خاصه ام للناس عامه؟ فقال : للناس عامه. رواه مسلم وابو دوود والترمذي

=========================

اقسام الزنا:

الزانى اما ان يكون بكرا او محصنا:

البكـــــــر: وهو من لم يسبق له الزواج سواء في ذلك الرجل والمرأه

المحصن : وهو من سبق له الزواج ولو ليوم واحد ولا يشترط ان يكون متزوج فعلا كما هو شائع

حد البكر:
بالاتفاق فان حد البكر هو الجلد مائة جلده .

يقول الله تعالى فى سورة النور ( الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منها مائة جلده ولا تأخذكم بهما رأفه فى دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)

وقد جمع بعض الفقهاء بين الجلد والنفى سنه فقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجلد والنفى سنه لرجل من الاعراب احتكم اليه فى امر ابنه الذى زنا ( على ابنك جلد وتغريب عام)

وكان الامام مالك يرى بتغريب الرجل دون المرأه

اما ابوحنيفه فكان يرى ان الجمع بين الجلد والتغريب متروكه للحاكم.

=======================

كيف يثبت حد الزنا؟

أولا الاقرار : اي اقرار الزاني او الزانيه بذنبه

ولكن ان اعترف طرف واحد وانكر الثاني فانه يحد الذي اعترف فقط

وهناك مذاهب تقول ان الاقرار لازم ان يكون اربع مرات فى مجالس متفرقه وهو الاصح

والرجوع عن الاقرار بالزنا يسقط الحد

فان رجل ذهب لرسول الله واعترف واقر بالزنا ولما اخذوه ليقيموا عليه الحد .

قال : يا قوم ردوني الى رسول الله .

ولكنهم رجموه حتى مات

فلما رجعوا لرسول لله قال : هلا تركتموه وجئتوني به ؟!(اخرجه ابو داوود والنسائي)

=====================

ثانيا الشهود: يجب ان يقر الزنا اربعه شهود يروا جريمة الزنا

فقال الله تعالى( وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) (15) النساء

وقال: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (4) النور

شروط الشهود:
_ البلوغ .

_ العقل.

_ العداله . فقال تعالى(وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ)

_ الاسلام. سواء كانت للشهاده على مسلم ام لا يجب ان يكون الشاهد نفسه مسلم.

_ المعاينه: بمعنى انه يجب معاينه جرم الزنا تحديدا دخول فرجه فى فرجها كما قال رسول الله( كما يغيب المرود فى

المكحله والرشاء فى البئر)

_ التصريح: يجب ان تكون الشهاده بنص الكلام وليست بالكنايات.

_ اتحاد المجلس: اي يجب ان تكون الشهاده للاربعه فى مكان وزمان واحد.

_ الذكوره. يشترط ان يكونوا الشهداء من الرجال .

الا ان بن حزم يبيح ان تكون الشهاده لامرأتين مسلمتين عدل مكان كل رجل

_ عدم التقادم. بمعنى لو ان الشهود رأوا الحادثه ولم يشهدوا عليها الا بعد فتره وتقادمت الحادث فشهادتهم لا تقبل وتقدير الوقت ترك للحكام.

=============================================================

وكان هذا ما قدرنى الله على جمعه وتلخيصه لكم من كتاب فقة السنه للسيد سابق كمرجع اساسي للموضوع لمن احب الاستفاضه

وارجوا ان لااكون اطلت عليكم الحديث ونفعنا الله واياكم به

وعفانا والمسلمين جميعا من كبائر الذنوب وصغائرها

تحياتي لكم